يهدف برنامج حكايتي الى تزويد الأطفال اليتامى الذين تتراوح أعمارهم بين الـ8 والـ14 ببرامج تعزز سلامة معيشتهم وصحتهم العقلية وتطور فرصهم في الحياة بتوليفة من
يحصل كل طفل على برنامج مبني خصيصاً ليلائم احتياجاته ويتوافق معها، مع مشاركة هذا الطفل في ورش مصممة لدعمه، وكذلك إرشاده على المدى البعيد. يرتبط كل واحد من الأطفال المشاركين في حكايتي بمرشد يدعمه خلال مدة حضوره في البرنامج، ثم يستمر بالتواصل بعد انتهاء البرنامج ولفترة طويلة، وذلك لضمان أن كل طفل من المشاركين في حكايتي يعرف شخصاً يلتجؤ إليه متى ما أصابه القلق أو احتاج للإرشاد والنصيحة أو المساعدة.
تشجيع الأطفال والشباب اليتامى على تطوير المهارات الحياتية الضرورية وقدراتهم على الصمود وتعزيز الحياة السليمة.
إرشاد الأطفال والناشئة من اليتامى على المدى البعيد، وهو ما سيعطيهم الدعم العاطفي الضروري ويحسن عودتهم للمدارس واستمرارهم فيها.
التشخيص المبكر لمشاكل الصحة العقلية والبدنية، والضغوطات العائلية والمالية، والصعوبات التعليمية، أو المخاوف المتعلقة بالحماية، بما يعطي استعانة مبكرة وفعالة للدعم المناسب عبر مؤسسة العين أو خارجها.
انطلاقا من الإيمان بأن السلوك هو نوع من التواصل وأن التواصل هو الخطوة الأولى للتصحيح، تُتبع منهجية إدارة السلوك الإيجابي عند التعامل مع الأطفال لتقوي السلوكيات الإيجابية عندهم وتحاول فهم السلوكيات الأخرى ، كما من المهم للغاية أن يكون لهؤلاء الأطفال قدوات يحتذون بهم في حياتهم، وهو الدور الذي يؤديه العاملون في حكايتي بالتحديد.
بالنسبة للأطفال الذي مروا بتجارب صعبة في مراحلهم المبكرة وعانوا من الفقر والحرمان وألم الفقد، يشكل الوجود المستمر والفعال للمرشد فرصة لإحداث تغيير جذري في حياتهم منطلقا في ذلك من إيمانه بقدراتهم.
في حكايتي، يتمتع الأطفال بفرصة ليكبروا ويطوروا من شخصياتهم وأن يكون أفضل ما يمكن لهم، من خلال برنامج يهتم بشمول مختلف الفئات ويقدم الرعاية للأطفال من أعمار مختلفة وقدرات وخلفيات متنوعة ومن كلا الجنسين.
كل شيء يتمحور حول الطفل، هذه هي بإيجاز خلاصة الفلسفة الكامنة وراء منهجية العمل المعتمدة في حكايتي ، حيث تحترم كرامة كل واحد منهم وتراعى خصوصية احتياجاته، ويوفر حكايتي لهم مكانا آمنا يحصلون على الدعم فيه ليعبروا عن مخاوفهم، ومن ثم يحصلون على كل الدعم والاهتمام الذي يحتاجون إليه. إننا نؤمن بصدق بقدرات كل واحد منهم، وهذا الإيمان يلهب الحماسة في نفوس العاملين في حكايتي لدعم هؤلاء الأطفال وتمكينهم بدلا من الاكتفاء بمساعدة محدودة لهم.
يحال الأطفال والناشئة بين الثامنة والرابعة عشر من العمر إلى حكايتي عبر فروع مؤسسة العين
يخضع المرشحون للفحص والتشخيص عبر استبانات حول الصحة العقلية والوضع المعاشي قبل الدخول إلى البرامج
يكملون برنامج حكايتي بمرحلته المركزة والذي يتكون في العادة من 12 زيارة الى مركز حكايتي. في هذه المدة يكملون ورش حكايتي ويمرحون في مرافق المبنى ويعرفون بمرشدهم ويربطون به
بعد كل زيارة أو ورشة يسأل الأطفال عن تقييمهم وانطباعهم واقتراحاتهم لتحسين البرامج
تأخذ آليات العمل دورها في رفع مستوى الدعم أو الإحالة الى الجهات الأخرى لتأمينه او توفير المزيد منه لأي طفل يشخص عنده مشاكل في مجالات الصحة البدنية والعقلية أو في أوضاعه المالية والتعليمة أو أية مخاوف تتعلق بالحماية.
عند نهاية البرنامج تعاد عمليات الفحص والتشخيص والاستبانات حول الصحة العقلية والوضع المعاشي من جديد.
يحصل الأطفال على حفل تخرج مبسط.
يستمر الأطفال بالتواصل مع مرشدهم بصورة شهرية بأدنى حد.
بعد الانتهاء من تطوير البرامج، تمت مراجعتها من قبل فريق يضم أكثر من 40 متخصصا في مجالات شتى منها الحزن، وعلم النفس، وعلاج النطق واللغة، والإرشاد والتعليم.
تمت مراجعة جميع هذه البرامج من قبل الإشراف الديني على مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية المتمثل بفضيلة العلامة الجليل الشيخ أمجد رياض (دام عزه) للتأكد من مناسبة محتواها الثقافي وملائمته مع الضوابط العامة لعمل العين دينياً وأخلاقياً واجتماعياً.
وقبل إطلاقها، تمت تجربة جميع برامج حكايتي في العراق وفي المملكة المتحدة (بريطانيا) حيث جمعت آراء الأطفال وتقييماتهم وأخذت بنظر الاعتبار.
طور برنامج حكاتي بشكل خاص باستخدام منهجيات تستند إلى الأدلة والتجارب وتكون ملمة بالمعلومات حول الصدمات النفسية وحساسة لها ومتفاعلة معها. صمم البرنامج وطور من قبل الدكتورة آمنة آل ياسين وهي مديرة البرامج في حكايتي مع دعم وتنسيق من سارة لادات العاملة في مكتب مؤسسة العين في لندن.
تضمن تطوير برنامج حكايتي مرحلة للبحث والتطوير وزيارة مشاريع مشابهة في المملكة المتحدة (بريطانيا) وأماكن أخرى والتعلم منها. وجرى استشارة الأطفال الذي ترعاهم العين حول المهم بالنسبة لهم وما يرغبون برؤيته في حكايتي.
استلهمت موضوعات البرنامج من منهجية Skills Builders Partnership مع مراعاة تصميم المحتوى خصيصا لحكايتي وفقا للخصوصيات الاجتماعية والدينية.
يتضمن البرنامج الأساسي في حكايتي جدولا زمنيا منظما للورش إلى جانب الأنشطة العلاجية والترفيهية، يعمل على تطوير الصحة النفسية لدى الأطفال وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على الصمود بمواجهة التحديات، وتطوير مهاراتهم الحياتية وتنمية روح الفريق والتعاون لديهم، وتوجيه تطلعاتهم وهويتهم الدينية والثقافية.
تعلم كل ورشة المهارات المطلوبة منها عبر منهج تعليمي شامل وتتيح للأطفال ممارسة ما اكتسبوه من مهارات في أنشطة تفاعلية ومشتركة فيما بينهم.
تتناول الورش في حكاتيتي موضوعات العمل الجماعي والتعاون والثقة بالنفس والقدرة على الصمود ومهارات القيادة والعلاج بالفن ومهارات التأقلم والذكاء العاطفي ومهارات التواصل ومهارات العرض والتقديم والتطلعات المهنية وتحديد الأهداف والاستمرار بالدراسة ومهارات حل المشاكل ومهارات اللياقة .
منذ انطلاقها، اعتمدت برامج حكايتي في Children’s university، وهي جمعية خيرية بريطانية تشجع مشاركة الأطفال في الأنشطة التعليمية خارج أوقات الدراسة وتحتفي ها.
يجمع الأطفال طوابع بريدية في جواز سفر لكل فعالية يشاركون بها لتشجيعهم على التعلم والمشاركة في طيف واسع من الفعاليات الجديدة والممتعة في بيئات متنوعة.
بعد إكمال البرنامج بمرحلته المركزة، تستمر المشورة للأطفال حيث يكون لهم اتصال مع المشرف عليهم لمرة واحدة في الشهر على الأقل، ويمكن أن تتضمن المشورة ما يلي:
يحضر الأطفال في هذه المرحلة بصورة منتظمة إلى مركز حكايتي حيث يكملون الورش التالية فضلا عن الانتفاع من مرافق المبنى وفعاليته المختلفة
فتح مركز حكايتي أبوابه رسميا في السادس من آيار من عام 2024، ولكن البرامج والورش كانت قائمة على قدم وساق في العراق منذ كانون الأول 2021، حيث أكملت تسعة فرق من الأطفال البرنامج لغاية ذلك الحين. وشهد كل من فريق حكايتي وعوائل الأطفال والأطفال أنفسهم الأثر الإيجابي لبرنامج حكايتي على المشاركين.
بالنسبة لتاركي مقاعد الدراسة ممن شارك في برنامج العودة إلى المدارس، عاد 85% منهم الى المدارس ، ونجح معظمهم في الامتحانات الفصلية أو النهائية التي خاضوها. في واحد من الحالات ألهمت طفلة مشاركة أمها للعودة الى الدراسة فشاركت في دورات محو الامية وصارت قادرة على القراءة والكتابة.
كان لدى نسبة كبيرة من الأطفال المشاركين في البرنامج صعوبات عاطفية وسلوكية شخصت قبل بدء البرنامج، شهدت 60% منها تحسنا سجلته الفحوصات في نهاية البرنامج. (باعتماد كل من Warwick Edinburgh mental wellbeing scale و Me and my feelings questionnaires)
ليس بالأرقام وحدها، فحكايتي مملوء بقصص الأطفال وتجاربهم فيه. إحدى المشاركات كانت من المتفوقات طوال دراستها الابتدائية، ثم تركت الدراسة فجأة في المرحلة الثانوية، وبالتشخيص الهادئ من فريقنا في حكايتي عرفنا أن ذلك كان بسبب خوفها المرضي من الارتفاعات والسلالم في مدرستها، وبالمساندة والدعم بلطف وباستخدام آليات العلاج بالتعرض التدريجي، تمكنت بمساعدة فريقنا من تجاوز مخاوفها والعودة إلى مدرستها.
وفي حاله أخرى شارك في حكايتي أحد الأطفال ممن كانت لهم أفكار وتصرفات غير اعتيادية، شخصنا عبر المراقبة الدقيقة أعراض الذهان لديه، وأحاله فريقنا الى مركز التأهيل والإرشاد في الأنجم الزاهرة، وقاد التقييم الدقيق لحالته الى تشخيص إصابته بمتلازمة دي جورج، وهي حالة تسبب مشاكل في القلب بالإضافة إلى الصعوبات النفسية، ويخضع الآن للمتابعة المستمرة من قبل عدة أخصائيين هناك، وستشخص أي مشاكل قلبية لديه وتعالج في وقت مبكر.