Search Website

إنه العام 2011، أعلنت نتائج الامتحانات المدرسية منذ فترة وجيزة …

وفي غرفة صغيرة، بدار قديم من بضعة أمتار في أحد أزقة محلة البراق على بعد أمتار معدودة من مرقد خير كافل لليتامى أمير المؤمنين (ع)، ما فتئت جدرانه وأرضه تشهد على تسبيح ساكنها وزهده، يجتمع عدد من الأطفال متحلقين حول شيبة حملت هموم بلادهم، حاملين نتائجهم الشاهدة على تفوقهم رغم كل ما مروا به، ليعطوها له إذ صار هو أباهم بعدما خطف الإرهاب والدهم … يتنفس سيد النجف الكبير الصعداء ويتكئ على جدار غرفته العتيق مغالبا دموعه، يأخذها منهم بعطفه المعهود ثم يطلب منهم أن يكونوا هم قادة عراق المستقبل، فمنهم الطبيب والمهندس والمعلم والعالم والسفير والمدير والمعمار … هم نخبة الغد

من هذا اللقاء الذي جمع مجموعة من الأطفال اليتامى المتفوقين المحتضنين لدى مؤسسة العين بسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)، وُلدت فكرة حكايتي.

بدأت المؤسسة ممثلة بالمشرف العام عليها فضيلة العلامة الجليل الشيخ أمجد رياض (دام عزه) ورئيسها الأستاذ أحمد عبد الحسين السوداني العمل على مشروع يتجاوز المفهوم التقليدي للمخيم الكشفي، ليكون مساحة متقدمة تُعنى بعدة جوانب محورية، من بينها:

معالجة الآثار النفسية لليُتم، واكتشاف القدرات والطاقات الكامنة لدى الأطفال، وتعزيز وسائل التواصل المستمر معهم.

كما يهدف المشروع إلى ترسيخ الهوية الدينية والأخلاقية والاجتماعية لدى الأطفال، وربطهم بها، ليمضوا بثقة نحو مستقبل يكونون فيه في مقدّمة من يخدم مجتمعه.

انطلق العمل على مشروع حكايتي بخطّين متوازيين:

الأول، خُصّص لتصميم البرامج التي سيشارك فيها الأطفال المحتضنون، بدءاً من آليات اختيارهم، مروراً بالورش التي يخوضونها، وانتهاءً ببناء تواصل مستمر معهم على المدى البعيد.

أما المسار الثاني، فقد تركز على إنشاء المبنى نفسه، ابتداءً من تخصيص الأرض، وإعداد التصاميم الهندسية، وصولاً إلى تأمين مصادر الدعم اللازمة لإتمام البناء.

وقد شهد المشروع دعماً واسعاً من المؤمنين عبر حملتين خيريتين كبيرتين أطلقتهما مؤسسة العين في شهر رمضان لعام 2017، تحت عنوان “أحسن القصص” وعام 2018 تحت عنوان “استبقوا الخيرات”. تم خلالهما جمع التبرعات اللازمة لإنشاء مركز حكايتي، ليكون صدقة جارية عن المتبرعين أو أحبّتهم من الأحياء والمتوفّين.

استندت مؤسسة العين في إنجاز المشروع إلى خبرات محلية ودولية، حرصاً على أن يخرج المركز بأفضل صورة ممكنة، تليق بأهدافه الإنسانية والتربوية.  ورغم التحديات، ومنها جائحة كورونا في عامي 2020 و2021 التي عطّلت الأعمال وأخّرت الافتتاح لأكثر من عامين، استمر العمل بوتيرة عالية حتى تم افتتاح المبنى رسمياً في الحادي عشر من أيار 2025، بعد أن خضع لتشغيل تجريبي احتضن الورش والأنشطة لحوالي عامين قبله.

وتسعى مؤسسة العين حالياً إلى تأمين الدعم المستدام لتشغيل المركز، وتمويل رعايته للأطفال اليتامى، من خلال إتاحة المشاركة في مرافقه المختلفة للأطفال من غير اليتامى، على أن تشملهم برامجه مستقبلاً أيضاً، في بيئة تجمع بين النمو والتكافل.

طفلك أيضاً…يمكنه أن يتعلّم ويمرح

تسعى مؤسسة العين إلى تأمين مصادر دعم مستدامة لتشغيل مركز حكايتي، وتمويل رعاية الأطفال اليتامى المستفيدين منه. ومن خلال فتح أبواب مرافق المركز المختلفة أمام الأطفال من غير اليتامى، تتيح المؤسسة لهم فرصة المشاركة في بيئة تعليمية وترفيهية آمنة، تسهم في تعزيز روح التفاعل والتكافل. وسيُتاح مستقبلاً إشراكهم في برامجه أيضاً.